قصه سيدنا آدم عليه السلام



قصة آدم عليه السلام:

خلقه : عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال : إن الله خلق آدم من قبضة قبضها جبريل من جميع الأرض فجاء بنی آدم على قدر الأرض منهم الأبيض والأحمر والأسود ومنهم الخبيث والطيب وبين ذلك والسهل والعاصي وبين ذلك . ثم بلّ التراب حتى عاد طيناً لازباً . ثم تُرك حتى أنتن(أي فسد) فذلك يقول﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ﴾ [الحجر:29] فخلقه الله بشر فكان جسداً من طين فمرت به الملائكة وفزع منه إبليس فكان يمر به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار تكون له صلصلة فلما نفخ الله فيه الروح في رأسه عطس فقالت الملائكة : قل الحمد لله . قال : الحمد لله فقال الله له يرحمك ربك.

صفاته : خلق الله آدم طوله ستون ذراعاً كثير شعر الرأس وكل من يدخل الجنة من ذريته على صورته ولما مسح الله ظهره سقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وأشهدهم الله على نفسه ألست بربکم قالوا : بلى شهدنا

الله يخبر الملائكة بخلق آدم : قال تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾[البقره:30]

لقد قالوا هذا على وجه الاستعلام لا لحسد أو اعتراض

الله علم آدم الأسماء كلها :

﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(32)﴾ البقره

الله  يأمر ملائكته بالسجود لآدم:

أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم تحيه وإكراماً . قال تعالي﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ ﴾ البقره(34)

فاستكبر لكونه مخلوق من نار و آدم من طين فطرده الله من الجنة ملعونا شیطانا رجيما . لذلك أعلن إبليس عداءه لبني آدم وطلب من الله الأنظار إلى يوم يبعثون وأقسم ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾الأحقاف(82-83)

خلق حواء : إن آدم نام نومة فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأة خلقها الله لتسکن إليها نفسه تسمي حواء ( سميت بذلك لأنها خلقت من حي) ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها خلقت من أحد أضلاع آدم وهو نائم دون أن يحس بألم وأسكنها الله الجنة.

مخالفة أمر الله : أباح الله لهما أن يأكلا من كل الجنة ما شاءوا ولكن نهاهما أن يقربا شجرة معينة وعاش آدم وحواء مدة يرشفان من مناهل السعادة . وراح إبليس یوسوس إلى آدم ويكرر ذلك و أقسم لهما أنه من الناصحين إن أكلا من الشجرة يكونا ملکين ويكونان في الجنة من

الخالدين وقال تعالى : ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ (الأعراف 22)

أولاده:

كانت حواء تلد في كل مرة توأماً ولداً وبنتاً وكان آدم يزوج الولد الذي يولد في إحدى السنين للبنت التي تولد في عام آخر وهذا لحكمة يعلمها الله.

وكان على آدم أن يزوج أخت هابيل الذي يعمل برعي الأغنام لقابيل الذي يعمل بزراعة الأرض وأخت قابيل الجميلة لهابیل ولذلك ثأر قابيل ورفض ، فطلب منهما آدم أن يقربا إلى الله قرباناً. سارع هابيل بإحضار کیش سمين أما قابيل فقد أحضر حزمة من سنابل القمح وصعدا قمة الجبل وتر کا قربانهما ثم نزلا وبعد قليل شاهدا نارا تهبط من السماء التهمت الكبش في لحظات وكان ذلك دليلا على أن الله تقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل ولهذا هدده بالقتل وقال له : سأقتلك . قال هابيل : أين بسطت إلى يدك لتقني ما أنا بباسط لیگ إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العلمين ) [المائدة. وبينما كان هابیل نائماً فحمل قابيل حجرا وانهال على رأسه فقتله واحتار بالجثة حتى رأي غرابين احد میت والاخر ينعق بصوت مفزع وكأنه يبكي عليه فحفر الغراب بمنقاره حفرة ووضع الغراب الميت فيها ثم أهال عليه التراب. فتعلم قابيل كيف يدفن الموتي وقال: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾ المائدة(32)

وفاة آدم :

لما حضره الموت طلب من أبنائه ثمار فاكهه فذهبوا يحضروها قابلتهم الملائكه وقالوا:ارجعوا فقد قضي قضاء أبيكم . ولما رأتهم حواء عرفتهم فلتاذت بآدم فقال : إليك عني فإني إنما أوتيت من قبلك خلي بينك وبين ملائكة ربي فقبضوه وغسلوه وكفنوه ووضعوه في قبره ثم قالوا : يا بني آدم هذه سنتكم.

المقال مُقتبس من كتاب "تربية المؤمن الصغير"  للأستاذه: سهير محمود السراج.